صبراتة هي مدينة ليبية كان اسمها عند اليونانيين "لبروتون بولس كاي ليمن" (ميناء ومدينة لبروتون) وعرفت بعد فترة باسم "صبراتة".
تاريخ المدينة
تذكر المصادر التاريخية أن الفينيقيين هم مؤسسو هذه المدينة، ثم وقعت تحت سيطرة الرومان، ثم الوندال الذين دمروها كغيرها من المدن التي طالتها أيديهم، ثم احتلها البيزنطيون فأعادوا تعميرها إلى أن جاء الفتح الإسلامي. ويذكر ابن خلدون في تاريخه (المجلد السادس منه) أن هذه المدينة كانت قبل الإسلام ملكا لقبيلة نفوسة البربرية، ولكن الظاهر أن البيزنطيين استعادوها منهم مصالحةً. بيد أنها خربت بعد الفتح الإسلامي؛ حيث فضل ساكنوها من البيزنطيين (وكانوا يقدرون بزهاء خمس عشرة ألف نسمة بحسب ما تذكر بعض المصادر) الرحيل عنها إلى بلادهم الأصلية.
وقد كان الاسم الذي عرفت به هذه المدينة عند العرب هو (صبره)، وبه ذكرها ابن خلدون في تاريخه، والتيجاني في رحلته، وغيرهما.واسم صبراته اليوم لا يشمل المدينة الأثرية القديمة فحسب؛ بل إنه يشمل المدينة الحديثة أيضا
آثار صبراتة
كما وَصَف آثار صبراته الكثير من الرّحالة الأوروبييّن في القرن التّاسع عشر، مثل "بارت" الذي تحدّث عن المسرح والأعمدة والأقواس. وقد رأى أيضًا رصيف الميناء وتمثالين من الرّخام، أحدهما لامرأةٍ ذات جسمٍ متناسقٍ. كما وصفها الرّحالة "فون مالتزان" ووصف المسرح الدائري والتّماثيل والميناء وبعض الأبنية البيزنطيّة المتأخّرة. ومع الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911 م، قرّرت الحكومة الإيطالية تكليف بعثةٍ من كبار المؤرّخين وعلماء الآثار بالبحث عن الآثار الرّومانية بصبراته وغيرها من المُدن اللّيبية. وبدأت الحفائر المُكثّفة بصبراته من سنة 1923 إلى 1936، وأدّت إلى اكتشاف وترميم معظم مباني وشوارع ومسرح ومدافن المدينة القائمة حتّى الآن وبها المسرح الكبير التي تقام فيه بعض الحفلات الموسيقية سنويا.
معالم سياحية
تشتهر مدينة صبراتة بشاطى رملي على البحر الأبيض المتوسط تطل عليه غابات الصنوبر والمنتزهات مثل منتزه صبراتة العائلي، حديقة الحيوانات وكذلك ظهرة بنور ومنها تستطيع رؤية المنطقة بكاملها والمدينة الأثرية.